خالتي

رن جرس التلفون وسمعت صوتا نسائيا يسأل إن كان هذا بيت جلال عباد، فأجبت بالإيجاب..

قال الصوت:-  هل أنت نبيلة ؟

-  نعم ..

-  ياحبيبتي، أنا خالتك، لم أرك منذ كنت في السادسة من عمرك، لا بد أنك أصبحت شابة رائعة، كم أنا مشتاقة لأراك..

كان الصوت دافئا حنونا لهفا

-                   ألا تذكرينني؟

-                     خالتي أهلا بك.. من أين تتحدثين؟

-                     من مكان قريب من شارع الحمراء في بيروت، من مخيم الفاكهاني..

-                   هل جميعكم سالمون؟ هل أنتم بخير؟ من مدة قصيرة كنت في زيارة جدّي وسألته عن أخباركم، إنه قلق عليكم..

-                     جميعنا سالمون، أما أن نكون بخير فكيف يكون الخير؟

وأخذت تجهش بالبكاء..

-       خالتي الحمد لله على سلامتكم.. هل تعرفون عنوان بيتنا؟ يجب أن تحضروا للسكنى معنا على الفور ريثما تدبرون أموركم..

-       لا ياابنتي، نبقى مع جماعتنا ريثما يفرجها الله.. اتصلت بجدّك وأخذت عنوانكم ورقم تلفونكم، ولكن بيروت تضيّع الغريب وأبو عبد القادر مشغول.. أريد زيارتكم وتنسّم رائحة الأهل.. لعن الله الغربة، موت في الحياة..

كنت وحدي في  البيت أتهيأ للذهاب إلى الجامعة، وكان والدي يذهب مبكرا إلى مكتبه فتلفنت إليه كي يحضرهم بسيارته بعد أن أطلعته على أمرهم، وبقيت في المنزل أعدّ الطعام فلقد وقع العبءعلي منذ قدومنا إلى بيروت، وكنا نستعين بمستخدمة تقوم بأعمال التنظيف مرة في الأسبوع..

ما أن وقع بصري على خالتي حتى وجدت فيها صورة لأمي التي فقدتها منذ خمسة عشر عاما، صوتها ، قامتها، وحتى ذلك العطر المتميز من العنبر الذي كان يأتي لجدي هدية من أبناء أخيه في المغرب وتضمخ به أمي شعرها، والذي كنت بدوري أخلطه أنا نفسي بعطر فرنسي شائع فيصبح أقلّ نفوذا وأكثر خصوصية..كانت في الثانية والأربعين من  عمرها وتبدو أصغر بخمسة أعوام، ولا يصدق أحد أن لديها أسرة من خمسة أفراد تجاوز اثنان منهما سن العشرين.. كانت جهينة هي الكبرى في مثل عمري، ولدت أنا في أول العام وهي في منتصفه وكانت ترغب في الإلتحاق بالجامعة العربية وتريدأن تتسجل قبل فوات الأوان وتخسر العام. ويليها عبد الفادر الذي يصغرها بعامين والذي كان قد سافر إلى الكويت للعمل ومد العائلة ببعض نفقاتها الملحّة بين الحين والآخر، والإبن الثالث حسن في الثامنة عشرة، وكان ينوي الإلتحاق بأخيه عبد القادر، أما سوسن فهي في الرابعة عشرة، وياسر في الخامسة..

قال الوالد معلقا:

-                   لقد ولد في نفس الشهر الذي تشكل فيه المجلس الوطني الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات..

قال والدي ضاحكا: أرى أن أسماء أبنائك كلهم أسماء مناضلين فلسطينيين.. 

  أخذت خالتي تتصرف وكأنها في منزلها وأعدت لنا بعض الأطباق بالإضافة إلى ما كنت أعددته، فكانت مائدة حافلة على الغداء مما جعلني أتمنى أن يبقوا في ضيافتنا دائما..ولكن الظروف كانت ترفض مثل هذا الحل فنحن نواتان منفصلتان بالرغم من القرابة. فخالتي بالرغم من نفورها من البقاء في مخيم اللاجئين كانت تتردد في السفر إلى الجنوب والسكنى في بيت جدّي بالرغم أنها الوريثة الوحيدة لأملاكه بعد وفاة والدتي ونحن لانملك ما نرثه منه إلاّ أن يوصى لنا به..

كان والدي ينصحهم بالسفر إلى الجنوب واستثمار الأرض هناك فهي كنزإن لقيت من يعتني بها ويفلحها، ولكن خالتي كانت تريد أن تبقى في العاصمة حتى يتاح لأولادها دخول الجامعات. فالثقافة على حد قولها هي الكنز الذي لايستطيع أحد أن يسلبنا إياه.. هي الوطن البديل إن لم نستطع استرداد وطننا..أما زوجها فلقد أنبها لضعف إيمانها فهو كان أحد الموقعين على الميثاق الوطني الفلسطيني عام 68 وما كان يرضى دون استرداد الوطن كاملا والجهاد في سبيل ذلك، " في سبيل حقنا الشرعي"، فإذا تنازل تجاه الظروف العالمية والضغوط العربية فهو يرضى بدولة فلسطينية ديموقراطية تتعايش فيها الأديان وتتوقف فيها الهجرة اليهودية إلى البلاد ويعود الشعب الفلسطيني المشرد إلى دياره، وليس دون ذلك، لاتقسيم لأن فلسطين بحدودها التي كانت عليه لا يمكن تقسيمها، ولا قبول قرار 242 ولا ضم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأردن واعتباره وطن الفلسطينيين، ولا دويلة فلسطينية على جزء من فلسطين " كل هذه الحلول لا تتطلّع إلى مستقبل الشعب الفلسطيني أو الشعب العربي، وتساعد الباغي على بغيه وتطيل معاناتنا وشقاءنا.."

كان زوج خالتي حينذاك مقرّبا من عرفات ينضوي تحت لوائه يرافقه في حلّه وترحاله وينزل معه في مقر قيادته في الحمراء، وماكان يرضى بحال أن يسافر إلى الجنوب. أخذ والدي يستفسر منه عن تفاصيل ماجرى فقال:

-       إن هزيمة عبد الناصر كلّفتنا طرد نصف مليون آخرين من الشعب الفلسطيني، ولما حاولنا المقاومة من الأردن اعترضنا ملكها ونكّل بنا في أيلول الأسود، وحين التجأنا إلى سوريا رفضت أن تبقينا على أرضها، وها نحن نتدفّق على لبنان ولا أحد يعرف ما يخبئه لنا المستقبل، وكيف يتقبلنا أهل البلاد..

تحمّس والدي وقال:-  أنتم إخوتنا، نضعكم في قلوبنا..

قال زوج خالتي بأسى:-  إن صاحب القضية ثقيل الظل.. تذمّر في الماضي المسيحيون من تواجدنا في البلد وتحميله أعباء فوق أعبائه، فكيف اليوم ونحن نتكاثر ونتدافع موجة إثر أخرى من اللاجئين..؟

-       هل لبنان بلد المسيحيين وحدهم؟ أما كانت هذه البلاد وحدة واحدة قبل أن يمزقنا المستعمر؟ نحن هنا أكثر عدّا منهم، والشيعة يزيدون عنا، وثراء لبنان يأتي من دول الخليج المسلمة، إنها تصب فيه ربع مليون دولار من اللبنانيين العاملين فيها، فقليل من الضغط يأتي من طرفها يسوّي الأمور.. ولهذا أقول لكم تصرفوا وكأنكم في دياركم فالقضية الفلسطينية لن تسوّى بين يوم وليلة.. تتشابك فيها مصالح وقوى داخلية وخارجية. وليس من أحد بمفرده لديه حل . ونحن بين خيارات أحلاها مرّ، وأفضل ما نفعله الآن أن نبني أنفسنا ونعزّز قوتنا ونجمع شملنا وننتظر انقلاب الظروف في صالحنا.

كان زوج خالتي يخشى أن يجد نفسه وقد فرض عليه وضع يكون فيه مندمجا مع لبنان، وكان يصر بتصلّب على هويته التي انتزعت منه وعلى قوميته وعلى "عدم التفريط بشبر من أرضنا لأننا بذلك نساعد القوى الإمبريالية على تصفيتنا .."

أما خالتي فلقد كانت تريد استقرارا ما وإن كانت تفضل لو كانت إقامتها في بيروت، ولهذا أعطت انتباها خاصا لوالدي وهو يشرح لها وضع الجنوب، وأن من مصلحتها ومصلحة أولادها أن تكون في أرضها التي هي من حقها في ميراث جدي، فهي أرض خصبة قريبة من الأنهار الجنوبية ، وأن مشروعا يقام عليها يدرّ ربحا وفيرا، وأن بيروت ليس فيها إلا الأعمال الطفيلية، التجارية والمكتبية. وإلى هذا يصعب إيجاد سكن فيها بسبب تدفق اللاجئين، بينما هناك ستكون في كنف جدي، وإلى هذا فإن إملاء الفراغ في تلك الأراضي الشاسعة يعزز من تواجد اللبنانيين في الجنوب ، ومع إعمارها يقلّ عدد الذين ينزحون منها، وتزيد فرص الأعمال فيها..

قاطعته خالتي قائلة أن أي مشروع زراعي بحاجة إلى مال "وأننا خرجنا من فلسطين بما علينا من ثياب..

قال لها:-  لابد أن والدك خبّأ شيئا للزمن الأغبر، وهو لن يضن بمساعدتك.. ألاحظ هذه الأيام إقبالا على شراء أراض في الجنوب، وهي تزيد قيمة يوما بعد يوم .. يبدو لي أن هناك هجمة مسيحية على شراء أراض في تلك المنطقة. إنني أخشى هذه الظاهرة وأخشى أن تكون تدبيرا لتسليم الجنوب إلى إسرائيل . نرفض مشروع روجرز على الصعيد السياسي ثم نطبقه عمليا .. ولهذا أقول أن إعمارا في الجنوب يجذب الفلسطينيين إلى هذه المنطقة فهم حلفاؤنا الطبيعيون، وهم والسنة أكثر الفئات في لبنان حماسا لحماية الجنوب.

سأل زوج خالتي عن الشيعة وماذا يشكلون في الجنوب.. قال والدي:

-       إنهم يكثرون في صور وما حولها من قرى ولكنهم من الفقر والحرمان بحيث لا يجدون حافزا للصمود ويسهل إغرا ؤهم.. إن إسرائيل تجند منهم اليوم  ومن بعض الفئات المسيحية، مرتزقة لا يتورّعون عن تسليم لبنان، وإلى هذا تنشط بينهم الدعوات الدينية المتطرفة أو الشيوعية.. إن لي أصدقاء فاضلين من الشيعة يسرّون لي بمخاوفهم من تحول تلك الكتلة الهلامية التي عانت ظروفا إجتماعية سيئة إلى قوة مدمرة ليست في صالح لبنان واللبنانيين.. هناك ضغط مرهق على هذه الطائفة وظلم إجتماعي وقع عليها.. هذا لا شك فيه ، فالحكومات المتتالية عاملتها كأن ليس لها وجود أو لمشاكلها حلول، وهي تتكاثر وتعوض بالإنسال عن مكانتها الإجتماعية.. لبنان بلد ديموقراطي ولكن ما أبعده عن الديموقراطية بسبب النزعة الطائفية فيه خصوصا حين تثيرها أصابع مغرضة..

اقتنعت خالتي أخيرا بضرورة سفرها إلى الجنوب مع أولادها، ولكن جهينة رفضت السفر وأصرت على بقائها مع والدها في المخيم حيث تجد لها المنظمة عملا ما يساعدها على دخول الجامعة اللبنانية القريبة من المخيم، فهي قرّرت دراسة الأدب الإنجليزي والعمل في المستقبل كمدرّسة في إحدى دول الخليج فتساعد على تعليم إخوتها الأصغرسنا منها.. وتأثر والدي بلهجتها الأمومية والدموع التي تتردد في عينيها الواسعتين الكحيلتين فتتألقان دون أن تذرفا، وقال لها بأن الأفضل لها أن تسكن معنا لأن كريم مسافر بعد شهر ليلتحق بأخيه حيث يتخصص بالجراحة في نفس الجامعة.. وفرحت أنا وغمرتني السعادة بصحبتها.

عانقتني بقوة حين انفردنا بغرفتنا التي نقلت إليها سرير أخي عبد الرحمن وهي تعبر بصمت عن عرفانها للجميل¸ وخلال ذلك الشهر من وجودها معنا تعرفت إلى أخي كريم الذي بدا لي أنها مالت إليه منذ رأت صورته في الصالة ووقفت تتملّى منها بإمعان، وتمنيت في سرّي أن تكون من نصيبه..

قلت لكريم في خلوة: - ما رأيك بجهينة ؟

قال: - فتاة رائعة!

وصمت..

-                   ما رأيك أن تخطبها قبل سفرك؟

-                     لا أحب الإرتباط قبل أن أنهي دراستي وأكوّن  نفسي..

كانت جهينة تحمل ملامح آل عباد، وهي تشبهني إلاّ أنها أكثر مني سمرة وأفرع طولا، وتحسن ما لاأحسنه من أعمال فهي ربة بيت ممتازة تجيد الطهي والخياطة وحياكة الصوف والتطريز، وإلى ذلك فإن الظروف التي عاشتها جعلتها أكثر نضوجا وأعمق تجربة ومعاناة..

أحببتها وتمنيت أن تتوثّق علاقتها بأخي فتصبح فردا من عائلتنا، قلت لكريم:

-       الخطوبة ليست ارتباطا، ثق أنك لن تجد مثيلة لها هناك، وهي تريد أيضا أن تدرس، وحين تحصل على مؤهل جامعي تكون أنت قد أنهيت اختصاصك..إنها مناسبة لك من كلّ الوجوه..

بدا كريم متململا، وأخيرا قال:

-                     ألا يكفي أنّ أخي عبد الرحمن تزوّج فلسطينية؟

غاظتني لهجته كأنما سوء الحظ الذي أصاب هذا الشعب وتشرده يصبحان سبّة وعارا..

كان أخي كريم من عشاق أميركا، ببذخها وحياة "الهاي لايف" التي تتيحها للفرد فيها

 وكانت لديه فكرة برّاقة عن فتياتها فكلّهن كممثلات هوليوود، وبدا لي أنه لا يريد أن يرتبط بخطوبة قبل أن يجرّب حظه هناك..بقيت جهينة تحمل له الحب وتأمل أن تكون قد وقعت من نفسه موقعا حسنا، وبقيت تراسله وتتلقى منه الرسائل وتستنتج من كلمات عابرة ما يوحي أنه مغرم بها وينوي الزواج منها، ولكنني كنت أعلم الطريقة التي يفكر بها فهو يستأنس بها كعنصر نسائي يهتم به ، ولكنه كان من الأنانية بحيث لا يهمه أن يكبر الحب في قلبها مرويا بالأمل ثم يقضي عليه في الوقت المناسب حين يجد البديل.. وتأكد لي هذا الشعور بعد بضعة أشهر من سفره..

كنت مارّة بمكتب والدي وقد زاره صديق له كان في عمل تجاري في نيويورك، وشاهد كريم يتأبّط ذراع فتاة أميركية.. سلّم عليه بلهفة وأخذ يحدثه ويسأله عن أحواله فماذا كانت ردود فعله؟ لم أصدّق سمعي وكذلك أبي الذي وجم لا يحري جوابا.. قال له "لا تحدّثني باللغة العربية فأنا لم أخبر صديقتي بأنني عربي!"

التفت صديق أبي إلى الفتاة وسألها بالأنجليزية:

-  هل يزعجك حقا أن يكون صديقك عربيا؟ أتتخلّين عنه من أجل ذلك؟ 

 قالت الفتاة بدهشة: -  أبدا، أبدا!

وتركه الصديق وهو يكاد يتميز من الغيظ..

قلت لوالدي بعد أن غادر الرجل: -  إن كريم يشعر بالخجل من كونه عربيا..

كان أبي لايزال واجما محبطا.. قال بأسى:

-                   ليتني لم أرسله هناك، كنت أريده أن يكبر في عين نفسه لا لتصبح شخصيته مسخا..

وتدرّج غضبه حتى أصبح في سورة:

-       حفيد آل عباد يخجل من كونه عربيا؟ ماذا فعلت بنا السنون ! لتنشق الأرض وتبلعنا، لتلحسنا إسرائيل لحسا مادمنا فقدنا العزة والكرامة!

ووجدت نفسي راغبة في أن أجد له تبريرا لأخفف من سورة غضب أبي وخيبة أمله فيه.. قلت بلهجة تقريرية:

-  يسمع هناك من يشيد بإسرائيل، الشعب الصغير الذي هزم جموع العرب، فكيف لاتتشكل لديه عقد النقص؟ الدّعاية هناك جعلتهم أسطورة، وجعلت منا جبناء ابتزازيين أوغاد، إنني أقرأ صحفهم..

-       لا شيء يبرّر إحساسه بالعار، الشعوب معرّضة للهزائم وخصوصا في الحروب الحديثة، ولكن الأمر الخطر هو في استخذائها ويأسها وتخلّيها، في إحساس أبنائها بالعار لانتمائهم إليها..

غير أنني لم أعد أبرّر كريم فيما بعد بل شعرت بأنه غريب عني حين تبين من سلوكه بأنه شاب عابث.

إتصلت فتاة بالبيت عددا من المرّات دون أن تعلن عن إسمها بحجة أن لديها قضية تريد أن تعرضها على والدي، فأعطيتها رقمه وعنوانه..

كان من عادتي أن أمرّ بوالدي في مكتبه للتمرين كلما أتيحت لي الفرصة، وهنا شاهدتها.. كانت فتاة بارعة الجمال ، وأخبرت والدي أنها ممرّضة تعمل في مستشفى، وأنّ طبيبا متمرنا تعرّف إليها ووعدها بالزواج ومارس الحب معها ثم تركها وسافر للتخصص، وأنها تحمل منه منذ سفره أي منذ أربعة أشهر.. أحسست بشيء يقبض قلبي.. كان وجه والدي مقطبا، وكان مثلي ينتظر مفاجأة غير سارّة..

ولما سألها والدي إن كان لديها إثبات بذلك، أخرجت له صورا ومجموعة رسائل كان يغويها بها.. أعطاني والدي الصور والرسائل، فعرفت أنها المصيبة التي توقّعتها.. الصور صور كريم، والخط خطه، وقالت الفتاة لوالدي المصعوق الذي اتخذته محاميا لها بأنها تسلم قضيتها إلى ضميره وشرفه، فهي لا تستطيع بعد اليوم أن تواجه زملاءها وزميلاتها في العمل ولا مجموعة الأطباء في المستشفى، وأنها تريد أن تداري الفضيحة بقدر ما يمكن، وكانت تستنصحه بما تفعل في هذه الظروف..

*  *  *