وصية الجــد

 

قرأ عبد الرحمن الوصية بعد أن التم شمل العائلة لقراءة وصية الجد:

"في الظروف العجيبة التي تمر بها لبنان ، والقوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان أوصي لأحفادي جميعا ذكورا وإناثا كما جاء في شرعنا وقرآننا الكريم بأن للذكر مثل حظ الأنثيين أكانوا في الهوية فلسطينيين أو لبنانيين: لعبد القادر، وحسن، وياسر، وهشام، وكريم، وعبد الرحمن..وتملك حفيداتي جهينة وسوسن ونبيلة نصيبهن من الإرث دون أن يشاركهن فيه أزواجهن حتى تبقى الأرض ملك آل عباد. أما المنزل الذي أسكنه فإنني أتركه لابنتي أم عبد القادر تتصرف فيه بما تراه مناسبا..

فهم عبد الرحمن وجهينة على الفور المغزى من هذه الوصية .. كانت للإلتفاف على مخططات غانم في الإستيلاء على أملاك آل عباد.. شعرت جهينة بالراحة، ولم تلبث أن انتابها القلق، سيكشف الجميع قصتها مع غانم وكيف فرطت بأملاك آل عباد.. أحست بحرج كبير وتفصد جبينها عرقا وهي تداري مشاعرها، لم تكن انفعالاتها خافية على عبد الرحمن، ولكنها استطاعت السيطرة على مشاعرها وقالت لعبد الرحمن كأنما تكمل الحيث الذي جرى قبل الإجتماع من عرض الحكومة على عبد الرحمن المشاركة في الحكم..

-         وما هوموقفك من عرض الحكومة ؟

-         سأدرس الأمر.. الموارنة منقسمون على بعضهم ، منهم من استدعى القوات السورية ويريدون بقاءها ومنهم من يعارض وجودها وأنا أرغب أن تبقى حركتنا على الحياد..سيأتي يوم تحدث القطيعة بينهما، وهذا اليوم ليس ببعيد ..ولكن كليهما يحاربان المقاومة والتواجد الفلسطيني في لبنان.. قلت رأيي للرجل الذي أجرى الإتصال معي "نحن نشكل حركة للمستقبل ، وليس حزبا يطمح إلى دخول البرلمان..

-         صدقت نبوءة عبد الرحمن ، ولم يمض عام حتى اغتيل ابن فرنجية طوني مع زوجته وابنته و32 من الموالين له بواسطة كتائب الجميل، وحدثت القطيعة بين دمشق والميايشيا المسيحية، وقامت المعارك بين قوات الردع والميليشيا المسيحية التابعة لشمعون الذي تتهمه الإشاعات بأنه مسؤول عن العنف، وأنه استلم مدرعات من إسرائيل..

ما كان عبد الرحمن حريصا أن يساند فئة على أخرى في ساحة الموارنة الذي كان الصراع بينهم بين من يوالي فرنسا ومن يوالي أميركا..

*   *   *