في ذكرى ناجي العلي

 

دعي عبد الرحمن الى الذكرى السنوية لمقتل الفنان ناجي العلي في النادي المسمى باسمه.. سمع خطبة الشيخ الذي كان يسيطر على الناصريين حينذاك بتنظيمهم في تيار اسلامي ثوري يضم كل الطوائف المتنابذة الاسلامية، قال:

-         ان خطة المنافقين هي في شق صفوف المسلمين كي يتسلل العدو الى الداخل فتسقط المدن واحدة اثر الأخرى، وتسقط الحارات بيتاً بعد بيت وشارعاً بعد شارع. ان العدو يأتيك متظرفاً ويغير اسمه، يكون شيوعياً فيعلن انه اشتراكي تماماً مثل تلك الراقصة التي ذهبت الى العراق فسألها موظف الأمن ما مهنتك؟ أجابته فنانة.. قال شنو فنانة؟ لماذا لا تقولين عاهر؟

وضحك مستظرفاً نكتته، ووجم سامعوه دون أن يقاطعوه وأردف قائلاً:

-         جاء الاسلام فلا مكان لأي حزب هنا، ديننا دين التوحيد، دين رص الصفوف ضد أعداء الداخل والخارج.. لا مكان بيننا للملحدين.. دمهم حلال.

لم يعد عبد الرحمن يصغي.. كلام حق يراد به باطل.. كان عبد الرحمن يؤمن دائماً بأن الاسلام قوة هائلة في تربية الجماهير على سلوك الفضيلة والجهاد، ولكنه كان يرفض استخدامه بذلك الأسلوب المنفر بجعله تسلطياً دموياً، ارهابياً، ضيق البعد الانساني.

قال عبد الرحمن لزوجته عند المساء:

-         الأمور في لبنان تختلط فيها المشاكل الطائفية بنضال الطبقات بالسلطوية العسكرية، بالتدخل البعثي، بالصراع الخارجي على لبنان وسوريا.. تخشى الدوائر الاستعمارية في الغرب الديموقراطية التي يتمتع بها لبنان، ولهذا تصمت تجاه ما يجري في المنطقة كأمر لابد منه، جراحة ضرورية للمنطقة.

*   *   *