حســن

في تلك الفترة زارنا حسن أخو جهينة وحدثنا عن انطباعه بما شاهده في لبنان..

قال حسن لأمه وكان قد عاد حديثاً من الكويت:

-         أرى النساء المحجبات احداهن تثبت منديلها بدبوس الى اليمين، والأخرى بدبوس الى اليسار فهل هذا صدفة أم له دلالة معينة؟

-         بل ربما  له دلالة معينة.. فاللواتي يثبتنه الى اليمين يكنّ هن أو عائلاتهن من جماعة حزب يتشكل في لبنان تابع لإيران، أما من يثبتنه الى اليسار فهن من جماعة البري..

-         واللواتي يربطنه تحت الذقن؟

-         هن من السنة..

وفي اليوم ذاته سافر الى بيروت لرؤية والده، سأله عن أحواله الخاصة وعن نيته في الزواج والاستقرار.. قال له:

-         حظي سيء.. أعجبتني في صيدا فتاة ليست من طائفتي ولحقت بها حتى بيتها وكنت أنوي الذهاب لخطبتها في اليوم التالي، فأنا أريد زوجة متدينة مستورة من بلدي.. رجعت من الكويت وأنا أرتدي الكوفية والعقال، فظن سائق التكسي انني متمول كويتي اريد أن ابعثر مالي على بنات الهوى وقال لي القواد:

-         في بيروت 27 الف عائلة تمارس الدعارة.. هكذا! كيف أحصاهم ابن ستين كلب؟ هؤلاء السواقون معظمهم من المخابرات، ظن انه وجد صيداً دسماً.. كان يدور بي في الشوارع ويدلني على البيوت المشبوهة.. قلت له:

-         ليس الليلة، ليس الليلة انني متعب سأذهب الى الفندق أولاً ولكنني سأستفيد من خدماتك فيما بعد، وأوصلني الى أفخم الفنادق وكنت مضطراً أن أدفع مبلغاً تلك الليلة ليس في حدود امكانياتي حتى لا يعرف السائق أن عائلتي من سكان المخيمات..

قال لجهينة: انتهي من دراستك, وتعالي عندنا الى الكويت .. وأطرقت جهينة دون أن تجيب..

كان في رأسها موال لم يشاركها فيه أحد, لا أنا ولا أهلها ولم أدر ما حدث الا في وقت متأخر.

*   *   *