الطبيب النفسي

 

وجدت نفسي أصارح جولييت بشكوكي تجاه زوجي وما أعانيه من عذاب في حياتي الزوجية.. إن ما هو مفروض أن يبعث في نفسي اللذة أصبح يسبب لي ألما لا يطاق، لا أعرف إذا كان ما بي أزمة نفسية أو أنني مصابة بمرض حقيقي.. ما كان عهدي بذلك في بدء زواجنا.. نصحتني أن أستشير طبيبا نفسيا هو اختصاصي في علاج المشاكل الجنسية في قسم علم النفس في المشفى الأميركي في بيروت..

كانت مشكلتي أين أضع ابنتي وكيف أحضر الجلسات دون أن يلاحظ والدي أو زوجي أمري، فوجدت لي جولييت حلا لي في أن أتركها عندها فزوجها مسافر وأذهب للطبيب بسيارة أجرة..

سألني الطبيب أسئلة كثيرة عن طفولتي وأحلامي ، وفيم إذا كنت تعرضت لحادث اغتصاب ، وكيف اخترت زوجي ، وفيم إذا كنت قد انسجمت معه فترة من الزمن، قبل أن أشعر بذلك البرود الذي يتحول إلى ألم جسدي بسبب الرفض للآخر، وسألني فيم إذا كنت أخطط لمزيد من الأطفال، وفيم إذا كنت أعمل قبل الزواج، وفيم إذا كان الزواج أعاقني عن عملي. وسألني فيم إذا كنت أمارس عادات تشجعني على الرضى الجنسي، وفيم إذا كنت أشعر بالذنب أو بالشذوذ أو الوضاعة لأنني أسمح لنفسي بذلك بعد الزواج..

شعرت بحرج كبير لأسئلته، ولكنني كنت أجيبه بصراحة وصدق.. عرضني على طبيبة نسائية ليتأكد أن ما أعانيه ليس بسبب جسماني .. وكان يسجل كل شيء عني في ملف خاص بي، ثم طلب مني أن أراجعه بعد أسبوع كي يحلل البيانات التي أدليت بها إليه ويعرف نتائج الفحص الطبي..

قال لي في الجلسة التالية:- إن جسدك سليم تماما، ولكنك تعانين عقدة الأم، فالبحر الذي تشاهدينه في أحلامك وترمين نفسك فيه هو تعبير عن حنان الأم، وحين تجدينه ضحلا وتشعرين بكآبة ثقيلة في أعماقك هو ما تعانيه بسبب فقدانك الأم بوقت مبكر.. كنت تريدين أن تجدي في زوجك حنان الأم ، ولكنك وقعت مع رجل عجول ليس لديه مانع في تفريغ نشاطاته الجنسية بطرق متنوعة، فسبب لك ذلك خيبة الأمل والحقد وأحلام عدم الإخلاص.. ربما كنت على حق في شكوكك حتى فيما يختص بشذوذه، ولكن تذكري أن السبب الجدير بالملاحظة هو موقفك أنت منه، إن حبك لأمك انقلب إلى حب لذاتك، فأنت لا تتخيلين أنها كانت تمارس الجنس مع والدك إلا لتنجب منه الأطفال، وأنها تتعفف في غير ذلك ، ولذلك لا تغفرين لزوجك رغبته الملحة أن لا تغيبي عنه لحظة واحدة.. إن حاجاته الجنسية أكثر إلحاحا من حاجاتك، فأنت لا تزالين تحت وطأة أحلام المراهقة والعزلة النفسية عن الشريك. أما من ناحية جسدك، فأنت موفورة الصحة لا تعانين أي مرض أو التهاب ، وما إحساسك بالألم إلا لأنك تقبلين على الجنس دون أن تكوني متهيئة له، فيسبب لك الإحتكاك الجاف مثل هذا الألم.. ووصف لي مراهم تساعدني على البرء، وعلمني كيف أتوقى الحمل دون أن اسمح لنفسي ولزوجي بولوجي في أغمدة مطاطية.. ونصحني أن أعود إلى عملي في مكتب والدي ، وأضع طفلتي في حضانة تتوفر فيها العناية المتميزة..

قررت بعد استشارتي للطبيب أن أعطي زواجي فرصة أخرى، ولكن الظروف لم تساعدني على ذلك أبدا..

*   *   *