أين ابنتي؟

 

ذهبت الى المدرسة لتسجيل ابنتي وجهاد، كانت المدارس قد افتتحت للعام الجديد والمذياع في سيارتي يردد في نشرة الأخبار تصريح الرئيس الأمريكي للصحفيين بعد عودته من كامب ديفيد بأن المرحلة الراهنة من المفاوضات تستوجب عدم انتهاك وقف اطلاق النار من قبل أي طرف.

تركت مع نورا وجهاد سلة الساندويش وتحدثت مع معلمة الصف أن لا تسمح لهما أبداً بالانصراف حتى آتي لاصطحابهما بسيارتي لأنهما تعرضا للخطف منذ شهرين ولا أريد أن يتكرر هذا مرة أخرى، وذهبت لتوي الى القرية الحدودية لأزور الطبيب وأعرف منه تفصيل ما جرى بينه وبين زوجي وغانم وأشكره لمساعدتي على استرداد ابنتي وابن أخي. قال:

-  فوجئت بزيارة زوجك لي، طلب مني أن أصطحبه إلى بيت غانم بعد أن سمع مني كل ما أعرفه عنه فقلت له  "من الأفضل سيدي أن تذهب بمفردك، وسأعطيك عنوانه فهو لم يغادر القرية بعد، ولا يزال الناس يأتون لتعزيته بوفاة والدته."

لم أدر ما جرى بينه وبين غانم إلاّ في اليوم التالي، صعق غانم حين دخل غرفة الإستقبال فوجد نفسه وجها لوجه أمام الأمير الذي انهال عليه ضربا وهو يصيح:

-         أين ابنتي التي خطفتها يا سافل وقلت للشرطة بأنني أنا الذي طلبت منك ذلك، وأنها في حجر أبيها في نيويورك ؟

سمعت نورا صوت أبيها فهرعت إلى غرفة الإستقبال وأخذت تعانقه وتقبله بشغفها المعتاد، وهو يضمها  ويدور بها في الغرفة..

جلس غانم منكمشا على نفسه مستعدا لتلقي المزيد من الضربات من الأمير بعد أن كشف أمره يفكر في طريقة لتبرير فعلته.

-  سيدي، أنا لم أبغ أذيتك أو أذية ابنتك، فقد كنت أنوي أن أبعث إليك برقية بأنها عندي، وأرسلها إليك لتتربى في حجرك بعد انفصالك عن زوجتك..

-       من قال لك أنني انفصلت عن زوجتي؟

-  ربما منك أو من أختي ..

-  يا سافل! وما هي قصة خطف إبن أخي زوجتي الذي قلت بأنه ابن أختك زوجة الأمير؟

-  أنا لم أكذب إلا في هذا، إنه إبن داليا زوجتي من أخي زوجتك كريم .

صاحت نورا:

-  بابا لا تصدقه ! جهاد ليس إبن داليا، إنه إبن تانت ثريا.

دخلت داليا وهي تبكي : جهاد إبني ، ولكنه لا يصدقني !

لحق بها جهاد صارخا:

-  لا تقولي أنك ماما، أنا لا أعرفك. أنت ساحرة مثل الساحرة التي تمسك الأطفال لتحولهم إلى لعب من السكر وتأكلهم. حاولت أن تضمه:

-  صدقني أنني أمك ! إنني أحبك لأنني أمك!

- ماما هي ثريا!  قال وهو يدفعها عنه..وصرخت نورا " مامة جهاد تانت ثريا!"

سافر زوجك مصطحبا ابنته وهي تبكي، وعاد إلي في اليوم التالي وعرفت منه قصة التوأم والإلتباس الذي جرى بين إبن داليا وسيم وابن ثريا جهاد ، وشاهدت الأوراق التي تركها والدك وعليها توقيعي، وسمعت بما جرى لوالدة جهاد ثريا وابن داليا في الحادث الأليم في عين الحلوة، فذهبت مع ابنتي في رفقة الأمير, أنا كشاهد لأقنع غانم بالإلتباس الذي وقع فيه، وابنتي لتنتحي بداليا وتخبرها بالحادث الذي أودى بأم جهاد وأصاب ابنها وسيم في ساقه، وأنه موجود في مشفى الأطفال في باريس لتركب له ساق أخرى. وأردفت ابنة الطبيب أسماء :

-  بكت داليا عند وداعها لجهاد وقالت له " أحببتك يا جهاد كأنك إبني ولكنك لم تحبني.. أذكرني حين تكبر، أنا لست ساحرة تأكل الأطفال، ولكن تحب أن يكون لها طفل يدعوها ماما حين يكبر."

*  *  *