اليوم
عيد
أمسح الحزن
عن قلوب
الصابرين
وأهنئكم
فاليوم عيد
أمل لقلوب
أضناها
الانتظار
تكتب كل يوم
فصلاً
في ملحمة
الانتصار
بلد
الياسمين
والورود
أجمل مما كان
سوف يعود
أرض الميعاد
والخلود
أرض
الرسالات
الكبرى في
الوجود
سوف تبعث من
جديد
وتنحسر عنها
جبال القهر
من جليد
وتبني
عالماً حراً
سعيد
عالم تكافل
وتعاون وعقل
رشيد
سيأتيها
المدد من
عزيمة
أهلها،
ثابتون على
الحق ثبات
النسور
ويدعمها كل
ضمير حي في
عالم الجور
وتبارك
السماء حقها
المهدور
فعقارب
الساعة
أبداً إلى
الوراء لن
تدور!
يسرى
الأيوبي
بورتسموث، 28
يوليو 2014
الشهباء
على الهضبة
الشمالية
تربعت
الشهباء
تفرد
جدائلها
وتمشط خصلاً
بيضاء
تطوي السنين
من عمرها
ألفاً إثر
ألفٍ وما
زالت
شمس الحضارة
صبية
في الأصباح
ما فتئت
تتألق في أفق
السماء
كلما مسها
الدهر
بعادية
ازدادت
ألقاً
وشموخاً
وإباء
شقيقاتها
اللواتي
يوماً
عالمنا
حكمنَ
ملكات المدن
هرمنَ
وقضينَ
وبقيت وحدها
هي
خالدة تتحدى
الفناء
تتشابك
طرقها
وتعرّش
صعداً نحو
قلعتها
الغرّاء
وفي الحي
العتيق
درب حجري يضيق
ويضيق
كلما
تقدّمتُ
خطوة
يزداد أنساً
وألفة
كممر في
منزلي
ومن نافذة
المشربية
يبتسم وجه
صديق
وفي سوق
النساء
تاجر حلو
الكلام
يمازحني
بمودة
ويدعوني
للشراء
منذ حط فيك
الخليل
رحاله
أيتها
المدينة
حطّمت
أصنامَكِ
وقوّضت عروش
ظلّامِكِ
وبنيت
محراباً
لإخاء
الإنسانية
صرت مشرعة
الأبواب
لمن يطلب
السلام
والحرية
كل لاجئ
تؤوينه
عهد أمان
تعطينه
فازدهرت
أيما ازدهار
وطار صيتك
بين الأقطار
حلب المدينة
العصماء
حارسة العدل
والقوافل
درة مدن
الشام أسموك
شلمانصّر
وقورش
الإسكندر
وبومباي
انحسروا عنك
كما تنحسر
الأمواج عن
صخرة
فأنت لم
تولدي
ليحكمك
الرجال
بل لتحكميهم
أما هولاكو
فقد خرج منك
مدحوراً
مذلولا
فما بال
الأقزام
المشوهين
الذين نقضوا
كل العهود
هدموا
الجامع
الكبير
أحرقوا
الأسواق
قنصوا
الآمنين
قتلوا
الأطفال
والنساء
نفثوا
الحقد من
الأرض
والسماء
لكنهم
ارتدوا
خائبين
فمذ قرر
أبناؤك أن
يحكموا
أقدارهم
صرت عصية على
الغاصبين
ستلملمين
أنقاضَكِ
مِزَق
الأجساد
والأشلاء
وشظايا
النفوس
المكسورة
ومن هذه
الفسيفساء
ستصنعين
اللوحة
المتكاملة
طريق الحرير
سيبعث من
جديد
ويدمر طرق
العبودية
لحراسة
القوافل
ستعودين
وستأتيك مدن
الطغيان
صاغرة
فتحررينها
وعنها تعفين
أما براميل
الموت
فستنفجر
في وجوه
المسوخ التي
ترميها
ووجوه
المحرضين
في صمتهم
المشبوه وكل
الشامتين
يسرى
الأيوبي
بيروت في
التاسع من
يناير 2014
حمام
السلام
لماذا
تهربين
يا حمائم
السلام
من
ساحات
المساجد
والكنائس
والمقام؟
هل
استفزّك
الغربان حتى
العظام؟
يولمون
على لحم طريّ
بين الركام
لأطفال
اغتالتهم
وهم نيام
طائرات
الحقد
الأثيم
والانتقام!
تقودها
عصابة عبدت
طويلاً كل
الأصنام
لم
تقدّم
للحياة
والحضارة
حتى
نثارة
بل
كرّست نفسها
لتدمير كل
منارة!
ألم
يحن للمسيح
أن يقوم
ويقهر
الظلام
في بلد
الأمجاد
والحضارات
من سالف الأزمان
بلد
النور
والتسامح،
بلد
الياسمين
والجوري
والريحان؟
يسرى
الأيوبي
24
ديسمبر 2013
طفلة
من الرستن
إلى آمنة
سليمان
بحبوح التي
قضت برداً
بعمر سبعة
أشهر: لتحي في
قلوبنا إلى
الأبد.
في
الربيع ولدت
الصغيرة
فرحة
الأيام
الضنينة
أملٌ لنفوس
فاقدينه
تُحي
في القلب
حنينه
لمستقبل
أفضل.
ترضع
الرحمة في
حضن أمها،
سلام
وأمان
يهدهدانها
ويقصيان
عنف
المقاتلينا.
إن
أرادت شيئاً
تبكي
فيهرع
أحد محبيها
يلاعبها
ويلاغيها
ثم
عرفت أنها
حين ترفع
ذراعيها
يحملها،
فتهتز بفرح
وتكاغي.
في
حلبات
المجالدين
في زمن
الرومان
المعاصرين
ولدت.
أحفاد
الرومان في
ساحات
الصراعِ
ليسوا
كأجدادهم
صخابين
فهم
أصحاب حضارة
عقلانية
ببرود
يجلسون
يحدقون
صامتين
وقد
فغرت منهم
عيون
كعيون
الأفاعي
دون
جفون
تقطر
سمّاً وتنضح
شماتة
ووحشية
لكنهم
أكثر من
أجدادهم
متطلبون
المزيد
والمزيد
يريدونَ ولا
يكتفون
ومن
عدّ ضحاياهم
لا يملّون.
عن
هموم العالم
كانت بعيدة
بأمها
تلوذ آمنة
على
صدرها
مطمئنة
سعيدة
منزلها
البسيط
جنتها
فيه
يتردد
بكاؤها
وضحكتها
لكن
الوحش كان
لها
بالمرصاد
يترقبها
وبعينين
شتائيتين
حالكتين
يتعقبها
كمن
لها
وفي
غفلة سعى
إليها
وجندلها.
وفي
المدرجات
هدر
المتفرجون
وقد
فارقهم
الهدوء،
اهتياجاً
يمورون
أسقطوا
أقنعتهم
دفعة واحدة
فبانت
أوجه الظلام
خفضوا
الإبهام
يريدون
أن يصعّدوا
المتعة
الدنية
والوحش
في الحلبة
أصابه
السعار
يصرع
الكبار
والصغار
أحفاد
الرومان
يصرخون
بهمجية
يجللهم
العار
لم تعد
تعنيهم
الحضارة
لم تعد
تعنيهم
المدنية
سكروا
بمرأى
الدماء
كما
فعل أجدادهم
في المسارح
سادة
العبودية.
تبكي
بوهن
وقد
أعياها برد
وجوع
لكن
الجسد
الصغير ما
زال يقاوم
محاولة
أخيرة
ابنة
الأشهر
السبعة
بذلت
جهداً كبيرا
هو
أقصى ما تجيد:
رفعت
ذراعيها
مستجيرة!
أماه
أنقذيني
أماه
احمليني
ومن
ثديك الحاني
لبناً
دافئاً
أرضعيني.
وتسللت
أمها منها
بعيداً
بعيدا
وتجمدت
الذراعان
الصغيرتان
في
رجاء مرفوعتين
ومن
العينين
الجميلتين
تسلل
بريقهما
ذبلتا
وبقي فيهما
حزن وانكسار
بل
مرارة وغضب
إدانة
وعتاب
وسؤال
بقي دون جواب
ماتت
الصغيرة.
اسطنبول، 13
ديسمبر 2013
لا
للطائفية
يجري
دمعها
الهتون
وتذوي
مني العيون
على
أطفال
تساقطوا
كالنجوم
في
ليلة أبدية
تغتالها
يد مجنون
يحمل
أحقاد عصور
قصية
كان
فيها ضحية
شقية
كره
ليس له قرار
إحساس
بالدونية
يسعّر
الوحشية
ونفس
مريضة
يجللها
العار
تهجس
بالانتقام
من كل أم
أموية
حتى
لاتترك
لنسلها بقية
أي دين
تحمله هذه
العصبية؟
واللهِ
لايرضى به
علي
ولاذريته
الحسينية
ولا
ضمائر
العالم
النقية!
الله
في عليائه
يرتجف
من
وثنية همجية
من
جهل، من عماء
لا
يحملان إلا
الشقاء
للإنسانية
إفراز
عالم حكمه
الطغيان
عبد
شهواته وداس
على الإنسان
دعم
الشر ونشر
الفوضى
والدمار
وعمي
عن حقيقة
أزلية:
إن
العصور تتغير
والنصر
لا محالة
لإرادة
الشعوب
وحقها في
الاختيار
في
التقدم
والتكافل
والازدهار
ولن
يكون أبداً
للأسلحة
النووية
بل
للعدل
والسلام
والحرية
لكل
البشرية
يسرى
الأيوبي
إسطنبول،
30 نوفمبر 2013
الاغتراب
حين
الزمان أنشب
مخالبه
في
عينيّ آثرت
اغترابا
لهول
ما شاهدت من
خطوب
وغدر
من كانوا
صحابا
تمنّيت
لو متّ قبل
هذا
والتحفتني
السماء،
واعتطفتني
بروجها
قبل أن
ترى عيناي
أرض الشام وقد
بدّلت
تبديلا
كم كان
حلمي غاليا،
لا أريد له
بديلا
بمجد
وطني حرّا
أبيّا يأخذ
دوره في
الحياة الأصيلا
فإذا
به شريعة
الغاب تغلبه
فيتّخذ
نحوها الدليلا
يحول
إلى عصر
الأسياد
والعبيد
يبغي
الأفولا
التاريخ
لا يعود
القهقرى
مهما الغباء
شاء أن يصولا
ولو
ساندته قوى
الطغيان في
العالم لا
بدّ أن يزولا
سيرتوي
وطني الحرّ
من عينين
نضّاحتين
السلسبيلا
في
وئام،
وتكافل،
وعدالة،
وسلام،
وينجز المستحيلا!
قاسيون
أصغي
بقلب واجف
إلى راجمات
الصخور
وأناملي
تحصيها عدّا
في كتاب
النشور
كم روح
صعدت إلى
السماء في
حلم التحرير
كم
أسرة نزحت من
حتفها إلى
ملاجئ العبور
لتصطادها
الغربان
والصقور
قاسيون
يا جبلا أشمّ
مدى الدهور
كم
سجدت على
ذراك ملائكة
السماء في
النور
كنت
ذات يوم ملجأ
للعصافير
والنسور
هل
أصبحت بعد
الطوفان
حفّار قبور؟
مؤتمر
الطيور
كهدهد
بار أحمل نعش
حيرام على
رأسي
وأنقل
في مؤتمر
الطيور
بلقيس مع
الكرسي
فوق
صرح يجري
تحته نهر رجس
يقودها
جنّ سليمان
إلى الرمس
من
يعيد الحياة
ثانية إلى
جثّة بعد طول
الدعس؟
تضافرت
على موتها
شياطين
الأرض الخرس
أين
أنتم يا هواة
الشقاق في
الليالي
الغلس؟
زقزقة
الطيور
والجوارح
تنتف جلدها
والأرض
مفروشة
بالريش
المزخرف
والنحس
كلّ
يغنّي على
ليلاه، وروح
حيرام تئن في
فجرها وتمسي!
أحياء في
عالم
الأموات
اليوم
خلعتم عنكم
أكفانكم
فلبسناها
وقرأتم
الفاتحة على
أرواحنا
وواريتمونا
الثرى ثم
مضيتم
غير لائمين
ولا غاضبين
تأسيتم
علينا
وغفرتم لنا
وطلبتم
الرحمة لنا
كما يفعل
الناس عند
الوداع
الأخير
أيها
الأحياء في
عالم
الأمواتِ
طوبى لكم
لا يدخل
الجنّة
الصامتون
الذين
أشاحوا
بوجوههم
عن دمائكم
وجاهدوا
لنسيانكم
أيها
الأحياء في
عالم
الأمواتِ
طوبى لكم
اليوم تلاشت
كل الأصواتِ
وساد نبض
قلوبكم
أردتم أن
تعكسوا
الوقت
في ساعة
احتضارنا
لكن الوقت
غلبكم
واختطفنا
منكم
حلمتم لنا
بمدن أجمل
فيها نحيا
ورحاب أوسع
تشرق الشمس
فيها كل صباح
لكننا كنا
أضعف من
حلمكم
فاستسلمنا
لقدرنا
ومضيتم عنا
غير لائمين
ولا غاضبين
رثيتم لنا
وغفرتم لنا
كما يفعل
الناس عند
الوداع
الأخير
يسرى
الأيوبي
دمشق في
الثامن من
أيار 2013
البيضاء
هل
في قلوبنا
ستظلينَ
يا بيضاء
كحمامة
ذبيحة
ترفرفينَ؟
أم أنك بركان
غضبٍ
ستفجرينَ
فيقتلع
الهمجيةْ؟
تعبت منا
المراثي
وجفت مآقينا
فإلى متى سنبكي
قتلانا؟
أما آن لنا
أما آنَ
أن ندفن من
سقط منا
ونسكنهم في
قلوبنا ونحي
ذكراهم
ثم نمضي في
حياتنا
اليوميةْ؟
اشتاقت
إلينا
بيوتنا
المهدومةُ
ودفء
مجالسنا في
أيام الشتاء
الرماديةْ
وفنجان
قهوتنا عند
الصباحِ
وأحاديثنا
العاديةْ
في كل مرة
نعاهد
أنفسنا:
ستكون هذه
المرة
الأخيرةْ
ثم نعيد
عهودنا مرةً
ثم مرةً
فمراتٍ
كثيرةْ
أيادٍ سوداء
تتخطفنا
ونفوس سوداء
تحاصرنا
من حولنا ومن
داخلنا
وتغلّ
أيدينا
فهل كتب
علينا
أن نودع
الحياة دون
كرامةٍ
أطفالاً،
شيوخاً و في
ميعة الصبا
في حفرةٍ
موحلةٍ
أو تحت
أنقاضٍ
أو في
زنزانةٍ
عفنةٍ
مذبوحين أو
مشوهينَ؟
ننتظر رحمة
لن تأتي
ممن باعوا
ظلالهم عند
الظهيرةْ
يبتسمون في
برودٍ
معزّينَ
وفي العيون
شماتةْ
وقد وقّعوا
في الظلام مع
القاتل
اتفاقا
ثم شهروا في
وجوهنا صليب
العبوديةْ
فانطلقي يا
بيضاء من
قلوبنا
وحلقي في
سماء
الحريةْ
أنزلينا من
على الصليبِ
واخلعي عن
رؤوسنا تاج
الشوكِ
وامسحي
الدماء عن
جباهنا
وأكدي لنا
بأننا
إذا قمنا
لن نخسر إلا
قيودنا
وستسمع صدى
صوتنا
أجيالٌ حتى
الأبدية
يسرى
الأيوبي
دمشق في
الرابع من
أيار 2013
Top of Form
Bottom of Form
الأرض
الموعودة
عند
الفجر لاحت
في الأفق
تباشير
الأرض
الموعودة
أرض أحلامنا
وغاية درب
آلامنا
لقد وضعنا
عنا صليبنا
وتكسرت
سلاسل
قيودنا
وتراكضت
إليك كل
الطرق
عندما رأيناك
في الأفق
يا أرضنا
الموعودة
تتلألئين في
ساعة المشرق
وتحيين
قلوبنا
المكدودة
أجمل من أجمح
خيالنا أنت
وأكثر حكمة
من أمانينا
الناس
يسيرون
الهوينا
ويبتسمون
لا خوف لا حزن
لا ترقب لا
انتظار
في أرضنا
الموعودة
لا ظلم لا
عدوان
لا حقد لا
انتقام
سلام على
الأرض وفي
النفوس
السلام
في أرضنا
الموعودة
أحلام عمرنا
الضائعة
كانت
بانتظارنا
هناك
أحبابنا
الذين قتلوا
أطفالنا
الذين لم
يمهلوا
ليكبروا
وقفوا
لاستقبالنا
هناك
في أرضنا
الموعودة
غادرنا
حاضرنا
وفي لحظة
تعانق
مستقبلنا
وماضينا
في أرضنا
الموعودة
أشكر الله
أني عشت
حتى اليوم
الذي فيه
رأيت
الأرض
الموعودة
يسرى
الأيوبي
دمشق 5
نيسان 2013
شاهد على
اليوتيوب مع
موسيقى
مرافقة على
الرابط
التالي
https://www.youtube.com/watch?v=unuw29fAExA
(بمناسبة
الذكرى
الثانية
لانتصار
ثورة الشعب
المصري)
أهنئكم
تمنيت لو
كنت معكم
أهنئكم
آكل من
تمركم،
وأشرب من ماء
نيلكم
يا من
وهبتم
للحرّية
دماءكم
رسالات
السماء نبتت
من أرضكم
" اذهب إلى
فرعون إنه
طغى"
رسالتكم
لن تناموا
على الظلم هو
مبدؤكم
وأقدس ما
في الحياة
حرّيتكم
العزّة
كانت تخفق في
قلوبكم
تحديتم
القهر
بصدوركم
يا شباب
مصر ويا
شعبها الأبي
أهنئكم
حين شاركت
أحزابها
وطوائفها
ثورتكم
في جنة
الخلد
شهداؤكم
شعب يريد
الحياة
والله لم
يخذلكم
لتبنوا عالما
جديدا عادلا
في انتصاركم
يسرى
الأيوبي
في 11
فبراير شباط
2011
إرادة
منتصرة
حين
الطغاة
يغزون
شعوبهم
بالرعب،
بالعنف،
بالإذلال
براجمات
الصواريخ
تدكّ بيوتهم
تهجّر من
بقي حيّا عبر
الأصقاع
في كلّ
المواسم: من
الصيف إلى
الشتاء
الجماهير
تنتفض، تصرخ
عاليا في
استياء
تدافع عن
حقها
المهدور في إباء
شجاعة،
صابرة،
متماسكة في
البأساء
تنتصر
إرادتها
الحرّة إلى
العلياء
رمز
الشجاعة،
نبل الأخلاق
والعطاء
دماء
غالية زكيّة
تبذلها، هي
دماء الفداء
يصغي
لشكواها إله
ملائكة
السماء
يمدّها
بجند من عنده
في حالكات
الظلماء
لا تدعوا
الشقاق يعبر
رباطها
البنّاء
تآلفكم في
الحقّ يعوّض
آلامها
والعناء
وما نزفت
من دماء
الأبرياء
والشرفاء!
روح
سوريا
الأبيّة
اصعدي يا
روح سوريا
إلى العلاء
وخاطبي
ربّ السماء
"ماذا
فعلت من
الآثام حتى
تبتليني
بأقسى ما
لديك من
بلاء؟"
أرض
الحضارات
الأولى
والرسالات
والأنبياء
تسعّر في
جحيم
الانقسام
والشهوة
العمياء
في كلّ يوم
مدينة تقصف
من الفضاء
بطائرات
الحقد
والجريمة
النكراء
حين صحا
شعبها من
غيبته
الشنعاء
مطالبا
بحياة كريمة
معطاء
قالوا
أعداؤنا كل
إنسان حرّ
سعيد
يقتلهم
حسدنا، هم
السم الفريد
نتبادل
موتنا، هم
يموتون
ونحن نبعث
من جديد.
ننزع عن
دمشق التاج
والعطر
نشرد
أهلها
ونجعلهم لنا
عبيد.
أبطال
نفضوا عنهم
خوف الموت
والشقاء
ما
استكانوا
"سنقاوم
ونمنع لعبة
الشيطان حتى
يطرد
الفجر
الظلام،
ويزول ظلم
الأشقياء."
زلزال
الزمان
لا تسمح
بكسر قلمي
أيها
الزلزال
فهو شفة
رسول
ضمير أمة
صادق فيما
يقول
كطائر
جريح، بلبل
يشدو ألما
في الحقول
يترنح لا
خوف الموت
فالحياة
توهب لمن
يصول
يتصدّى
لغيوم
السماء
بروقها،
رعودها،
زوابعها
لأمّة
عرفت المجد
طويلا
يزول
القمر ولا
تزول
لا تسمح يا
إلهي لشيطان
الحقد
أن يركعها
لليأس
والأفول
يسقي
ثراها رذاذا
من الدماء
ويذيق
شعبها الويل
والثبور
كم برعم
هوى تحت
الركام
لو عاش كان
فخرا لأمته
فأصبح
جاثما في
القبور
لا تكسري
فيها حلم
الزمن الآتي
يا زوابع
الزمن
الهصور
أمومة
تثكل،
وأيتام تقهر
وعذارى
بعمر الورود
لعقارب
الغابات
تنذر
تنهش
عفّتها
ومنها تسخر
لا تسمح يا
إلهي للحق أن
ينحني
وللظلم
والكيد أن
ينتصر
أستجدي
ملائكة
السماء من
قلب
كشعاع
الشمس يأبى
أن ينكسر
هرم
الحضارة
انقلب هرم
الحضارة
عاليا أسفل
وطيور
الفجر عن
أعشاشها
ترحل
وانكدرت
النجوم حزنا
على
الموءودة
حين تُسأل
بأي ذنب
تقتل
والعالم
سادرا في
لذاته
مراوغا،
بخلاص
الشعوب لا
يحفل
أفجّرت
بحار،
أزلزلت جبال
لا يجهل
وتمخّض
كائن عملاق
لا يُمهل
ذو وعي
واستماتة
لعالم أفضل
ما عاد
للمهانة
والذّل يقبل
شهداؤه في
مهرجان
يصعدون
مناكب
الخلد ولا
يحفل
يُواصل
رسالتهم
بعزيمة أفضل
هل ثم شك في
انتصاره
وهل
السماء
تتخلّى عنه
ولا تحفل؟
رؤيا
في غرفتي
المعتمة
هواء ثقيل
وفي
الخارج أزيز
رصاص
ومدفع
من قاسيون
يقصف برتابة
لقد
قطعوا
الكهرباء،
للمرة
العاشرة،
منذ قليل
والقلب
تعصره
الكآبة
لعل
الساعة
يُدكّ بيت
آخر
في
داريا أو
الميدان أو
القدم
لعله
مشفى أو جامع
آخر
في
المعضميّة
أو المخيم
لعل
الساعة يُقتل
طفل آخر
امرأة
أخرى
شاب
ثائر، أو شيخ
عليل
في
غرفتي
المعتمة
عيون تحدّق
بي
مدورة
لزجة، عيون
سمكيّة
تحدّق
ببرود،
تحدّق
بموضوعية
مسوخ
مشوهة تكمن
في الزوايا
الخفيّة
قد
نصّبت نفسها
مدافعة عن
الإنسانية
تتسقط
اللحظة
المناسبة
لتساوي
بين الجلاد
والضحية
طفلة
بسكين تطعن،
امرأة
تغتصبْ
منشد
تُنهش
حنجرته،
جريح يختطف
ويعذبْ
طبيبه
يعدم
ناشط
على
الإنترنت
يشوَّه
صحفية
تُقنص
لاجئون
يُقصفون
طوابير
الخبز تمحى
أحياء
تدمّر على
رؤوس
قاطنيها
مسائل
عادية
فالموت
قدّره الله
على هذه
البرية
فاتورة
القتل تصعد
كل يوم
زومبي
مخضبة
الأظافر
تدوس
على الأشلاء
وتجري مع
امرأة تحتضر
مقابلة
حصريّة
عسكر
يلتقطون قرب
قتلاهم
صوراً
تذكارية
عناكب
ضخمة تنسج
شباكها
وتقبع
في العتمة
ساكنة تنتظر
وفي
مناطق
الظلال
الرمادية
ضحكات
مكتومة ولغط
كريه قذر
وتسويات
مشبوهة تعقد
خلف الباب
الموارب
العين
يجفاها
النوم والصدر
يضيق
وضوء
برتقالي
تسلل من
الزقاق
العتيق
على
الجدران
يتأرجح
ترقب
وانتظار
عندما
توقفت
الساعات
فجأة
وتطاولت
اللحظة
الراهنة حتى
لامست
الأبدية
اقتحم
غرفتي أولئك
الذين
بالأمس
غادرونا
ومافتئوا
يعاودونا
بإصرار
أبناء
وبنات سورية
الأبرار
كما
يقتحم العشق
قلباً متلهفاً
أمضّه
الشوق وطول
انكسار
نور
ساطع من
النافذة أخذ
يتدفق
ثم
يجتاح غرفتي
كإعصار
فيخرّب
أعشاش
العناكب
ويطرد
المخلوقات
الظلامية
فتفرّ
لا تلوي على
شيئ
فإذا
بها في الضوء
أقزام دنيّة
وفي
الخارج
تجمهر الناس
فملؤوا
كل الساحات
وكل الطرقات
أندفعُ
إلى الشرفة
لأرى
بعينيَّ
نساء،
رجال، وعلى
الأكتاف
أطفال صغار
شباب،
شيوخ، أناس
من كل
الأعمار
أتوا
من كل حيّ وكل
مدينة
ينبضون
حياة وفي
العيون
عزيمة
وفي
القلوب
عزيمة
أردت
أن أعانقهم،
أردت أن أهتف
بأسمائهم
أردت
أن أبكي بدمع
مدرار
فقالوا
لي: غدا ً
سنحزن على
ضحايانا
ونرثي
بيوتنا
المدمرة
والمنهوبة
أما
اليوم فنحن
قررنا
الانتصار
نحن
قررنا
الانتصار
يا
بلد
الياسمين
والورود
أجمل
مما كنت
سوف تعود
يا بلد
الياسمين
والورود
من
الحرائق
والرماد سوف
تبعث من جديد
وسننسى
أحزاننا
وهذه
الساعات
التي تثقل
قلوبنا
بحزن
أصم ثقيل
كجبال
من جليد
ستنقضي
أعوام طوال
من القهر
هكذا
بلحظة
كأنها
لم تدخل
تاريخنا
البتة
ويعود
الفرح
ليسكننا
سيدق
شهداؤنا
أبوابنا
ويدخلون
فنعانقهم
بشوق وفينا
يحيون
وأحبابنا
المغيبون في
السجون
سيخرجون
وتشفى
ندوب
الجلادين من
أجسادهم
ومن
نفوسهم
وأطفالنا
المذبوحون
من الحناجر
والوريد
سوف
يعودون
ليلعبوا
إلى الأبد في
الأفنية
الخلفية
وتملأ
ضحكاتهم كل
الوجود
أما
أنتم أيها
الصامتون في
ساعة موتنا
خوفاً
أو شماتة
فسوف
نسامحكم
ونمد
لكم يد
الصداقة
وندعوكم
لبناء وطن
جديد
يتسع
لكل أبنائه
مرثية
أطفال
الزيتون
في كل
يوم جريمةٌ
جديدةْ
في كل
يوم دمٌ
جديدْ
أيها
الغارقون في
حقدكمْ
آن
أوان
رحيلكمْ
فالأرض
تريد أن
تتطهر من
رجسكمْ
الأرض
تريد أن تتطهر
من رجسكمْ
تخرس
الكلمات
وتذوي
القصيدةْ
ويثقل
القلب
كالحديدْ
فكيف
مرةً أخرى
نعيدهْ
سماحاً
تئدونه فجر
عيدْ
أيها
السادرون في
ظلامكمْ
شمسنا
آذنت
بمغيبكمْ
حتى لا
نخسر
أرواحنا
بكرهكمْ
حتى لا
نخسر
أرواحنا
بكرهكمْ
تدور
السنين
ويبقى الجرح
نازفا
المدينة
تتشح بالسوادْ
المدينة
تتشح
بالسوادْ
شوارع
مهجورةٌ،
مئذنة
مدمرةٌ
جثث
أطفالٍ،
لوعة وحدادْ
دماء
الأرض
تلعنكمْ
أرواح
ضحاياكم
تطلبكمْ
أيها
العابثون
بقدركمْ
أما من
عاقلِ
يحذركمْ
تدور
السنين
ويبقى الغضب
جارفا
المدينة
تخلع
السوادْ
تزغرد
النساء في
عرس الشهيدْ
أهازيجُ،
قرع طبولٍ
محفاتٌ
بأغصان
الزيتون
مجللةٌ
تشق
الحشود، على
الأكتاف
محمّلةٌ
فيها
شابٌ، رجلٌ،
امرأةٌ
شيخٌ
جليلٌ وطفلٌ
وليدْ
في
كروم
الزيتونِ
يتردد الصدى
هاتفا
يموت
الناس
ومافتئ
الزيتون
واقفا
أحبّتي
أحبّتي
الذين
فقدتهم
يزورونني في
الأحلام
ذكراهم
يملأ فؤادي
بخالد
السلام
أسمع
قرقرة
ضحكاتهم حين
أنام
أستلهم
الحكمة
منهم،
ميراثي من
الأرحام
أتقمّص
أرواحهم
لأحارب
الظلاّم
أحبّتي
الذين يحيون
في قارّات
أربع
أبعث
إليهم
برسائل
الحنين
أقبّلهم ولا
أشبع
تدور
أمامي صورهم
وأشير إليهم
بالإصبع
أشعر
بالثكل وهم
أحياء،
أعيش
ببعدهم في
صحراء مجدبة
بلقع
يزورونني
حينا فأنتشي
بهم، ولله
بالشكر أركع
أعيش
اليوم حياة
جوفاء كلّها
خيال وأوهام
لا
تواصل فيها
إلاّ
بالحديث
ومقتضب
الكلام
أين
أنا من زمن
كان ومائدة
تجمعنا،
كلّها حوار وأنغام
أحاديث
جادّة
شيّقة،
وأماني عذبة
باتت اليوم
أضغاث أحلام
نشتهي
اللقاء معا
في وطننا
الحبيب مع
الأحباب
والخلاّن
فلا
يسعفنا لذلك
الزمان ولا
المكان!
أحبّتي
الذين
يجمعني بهم
حبّ الوطن
المقهور
نفوس
مجنّحة
باسلة تبغي
حريّة وترفض
الجور
تدفع
الثمن غاليا
من دمها
المهدور
الطهور
من كلّ
طائفة
وقومية ولون
ومكان
للإنسان معمور
هم
أسرتي
الكبرى وإن
كان بيني
وبينهم بحور
يعرفونني
دون أن أراهم
إلاّ من بين
السطور
أقدّس
نضالهم،
أبكي
لشهدائهم،
أتوجّع لسجنائهم
أدعمهم
بقلم صادق
ثابت جسور
هم
أملي في غد
رائع مشعّ
منصور
غد
للتعارف
والعدالة
والتكافل
ورحمة الدستور
أنا
منه قطرة في
بحر غضب هادر
بات
يرفض إلى
الأبد
التمييز
والظلم
والجور!
|